مقالات

جهل الإنسان بعواقب العقوق 

جهل الإنسان بعواقب العقوق 

جهل الإنسان بعواقب العقوق 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله الذي لا يسأل عما يفعل، فلا تيأس من رحمته ولا تعجل، فسبحانه من أقبل بجوده وبره على من رجع إليه وأقبل، ورأى زلة المسيء وجنح الظلام مسبل، وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته وإقتدى بهديه وإتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين ثم أما بعد لقد حذرنا الإسلام من عقوق الوالدين، والعقوق في اللغة هو مشتق من العقّ، وهو القطع، وعقوق الوالدين هو صدور ما يتأذى به الوالد من ولده من قول أو فعل، إلا في شرك أو معصية، وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله عقوق الوالدين هو مخالفة الوالدين. 

 

فيما يأمران به من المباح، وسوء الأدب في القول والفعل، وإن من أسباب عقوق الوالدين هو الجهل، فالجهل داء قاتل، والجاهل عدو لنفسه، فإذا جهل الإنسان عواقب العقوق في الدنيا والآخرة، وجهل ثمرات البر، قاده ذلك إلى العقوق، وصرفه عن البر، وأيضا سوء التربية، فالوالدان إذا لم يربيا أولادهما على التقوى، والبر والصلة، فإن ذلك سيقودهم إلى التمرد والعقوق، وأيضا الصحبة السيئة للأولاد فهي مما يفسد الأولاد، ومما يجرئهم على العقوق، كما أنها ترهق الوالدين، وتضعف أثرهما في تربية الأولاد، وكما أن من أسباب عقوق الوالدين هو عقوق الوالدين لوالديهما فهذا من جملة الأسباب الموجبة للعقوق، فإذا كان الوالدان عاقين لوالديهما عوقبا بعقوق أولادهما، وكما أن من أسباب عقوق الوالدين هو التفرقة في المعاملة بين الأولاد، فهذا العمل يورث لدى الأولاد الشحناء والبغضاء. 

 

فتسود بينهم روح الكراهية، ويقودهم ذلك إلى بغض الوالدين وقطيعتهما، وكما أن من أسباب عقوق الوالدين هو عدم إعانة الوالدين لأولادهما على البر، فبعض الوالدين لا يعين أولاده على البر، ولا يشجعهم على الإحسان إذا أحسنوا، وكما أن من أسباب عقوق الوالدين هو قلة تقوى الله تعالى في حالة الطلاق فبعض الوالدين إذا حصل بينهما طلاق لا يتقيان الله في ذلك، ولا يحصل الطلاق بينهما بإحسان، فترى الأولاد إذا ذهبوا للأم قامت بذكر عيوب والدهم، وبدأت توصيهم بالتمرد عليه وهجره، وهكذا إذا ذهبوا إلى الوالد فعل كفعل الوالدة، والنتيجة أن الأولاد سيعقون الوالدين جميعا، وكما أن من أسباب عقوق الوالدين هو سوء خلق الزوجة، فقد يبتلى الإنسان بزوجة سيئة الخلق، لا تخاف الله، ولا ترعى الحقوق، فتكون شوكة في حلق زوجها، فتجدها تجعل الزوج يتمرد على والديه. 

 

أو يخرجهما من المنزل، أو يقطع إحسانه عنهما لتخلو بزوجها، وتستأثر به دون غيره، وإن من النماذج المشرقة في بر الوالدين هو الفضل بن يحيى البرمكي، حيث قال الخليفة العباسي المأمون لم أري ابنا أبر بأبيه من الفضل بن يحيى البرمكي، وقد بلغ من بره أن يحيى كان لا يتوضأ إلا بماء سخن، وهما في السجن، فمنعهم السجان من إدخال الحطب في ليلة باردة فقام الفضل حين أخذ يحيى مضجعه إلى قمقم كان يسخن فيه الماء، فملأه، ثم أدناه من نار المصباح، فلم يزل قائما وهو في يده حتى أصبح، وكما أن من النماذج المشرقة في بر الوالدين هو حيوة بن شريح، وكان حيوة بن شريح، وهو أحد أئمة المسلمين، يقعد في حلقته يعلم الناس، فتقول له أمه قم يا حيوة وألق الشعير للدجاج، فيقوم ويترك التعليم.

جهل الإنسان بعواقب العقوق 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى